مواجهة ساخنة بين برشلونة وأتلتيكو.. و ريال مدريد يسعى للتعويض أمام غرناطة
عانى الفريقان من اضطرابات وتذبذبات هذا الموسم لم تكن حاضرة في سجلاتهما على مدى أكثر من عقد من الزمن، وبالتالي، سيكونان حاضرين في ملعب “كامب نو” بأمل متجدد وتفاؤل بصفحة جديدة.
ويصادف يوم الأحد مرور شهرين على تعيين تشافي هرنانديس مدربا لبرشلونة، حينما كان الفريق في المركز التاسع في جدول الترتيب بفارق 5 نقاط عن صاحب المركز الرابع.
ولم يكن المسار تصاعديا دائما، مع الفشل في التأهل إلى المراحل الإقصائية في دوري أبطال أوروبا، وخسارة لقبه في الكأس على يد أتلتيك بيلباو (2-3) بعد التمديد في ثمن النهائي، وسقوطه بالنتيجة ذاتها في نصف نهائي الكأس السوبر أمام غريمه التقليدي ريال مدريد.
وفي الدوري الإسباني خسر النادي الكاتالوني على أرضه أمام ريال بيتيس (0-1)، وتعادل مع أوساسونا (2-2) وإشبيلية وغرناطة بالنتيجة ذاتها (1-1).
وبرغم عودته إلى سكة الانتصارات في مباراته الأخيرة ضد ألافيس (1-0)، إلاّ أن برشلونة افتقر إلى اللمسة والإبداع على عكس ما كانت عليه الحال مع نجمه الأسطوري ليونيل ميسي المغادر إلى باريس سان جرمان الصيف الماضي.
وتحسنت النتائج مؤخرا، فلم يخسر برشلونة إلاّ مرة واحدة فقط في الدوري في مباريات تشافي الـ10، علماً أن لاعب الوسط السابق أوجد خطة وأسلوب لعب شبيهتين بفلسفة النادي، برغم عدم قدرة لاعبيه على التقيّد دائماً داخل الملعب بما يُوضع على الورق.
وبرز عنصر الشباب في الفريق، حيث بات نيكو جونزاليس وجافي وبيدرو والأوروجوياني رونالد أراوخو يشكلون العمود الفقري لتشكيلة شابة، لكن الأهم نجاح برشلونة المتقدم للمركز الخامس مع 35 نقطة في سد الفجوة بفارق نقطة واحدة فقط عن أتلتيكو مدريد الرابع، ما يعني أن الفوز سيرفعه إلى أحد المراكز المؤهلة للمسابقة الأم للمرة الأولى منذ أيلول/سبتمبر.
كل شيء رهن النتائج
يهدف النادي الكاتالوني للتخلص من ديونه الهائلة، والحفاظ على المواهب الصاعدة، وحتى التنافس على ضم أمثال المهاجم النروجي إرلينج هالاند من بوروسيا دورتموند في الصيف المقبل، ولكن كل ذلك يعتمد على دخول فريق المدرب تشافي دائرة الـ4 الكبار.
واكتست الأفكار الرومانسية حيال الأسلوب وجيل الشباب واقعية أقنعت تشافي ورئيس النادي خوان لابورتا بإعادة ضم المخضرم البرازيلي داني ألفيس (38 عاماً)، وأداما تراوري والتعاقد مع مهاجم آرسنال الجابوني بيار-إيميريك أوياميانج في صفقتين خلال الانتقالات الشتوية.
ويمكن أن يشارك أوباميانج لأول مرة الأحد، رغم أن اللاعب البالغ 32 عاماً لعب آخر مباراة له مع آرسنال في السادس من كانون الأول/ديسمبر، لذا من المرجح أن يكون على مقاعد البدلاء لحين استعادته لياقته البدنية.
في المقلب الآخر، تكمن مشكلة نادي العاصمة أتلتيكو في تلقي الأهداف بدل تسجيلها، وانهيار خطوطه الدفاعية التي اشتهر بصلابتها في الأعوام الأخيرة ما يعتبر السبب الرئيس في تذبذب مسار الدفاع عن لقبه.
واستقبلت شباك “كولتشونيروس” 26 هدفا، أي أكثر بهدف واحد مما تلقته في 38 مباراة في الموسم الماضي.
ومع 4 هزائم متتالية في كانون الأول/ديسمبر، لم تنته فقط آمال أتلتيكو باللحاق بجاره وغريمه ريال، بل أثيرت الشكوك حيال قدرة أتلتيكو على التعافي وحتى في شأن مصير مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني.
ويواجه أتلتكيو مضيفه برشلونة منتشيا بانتصاره الأكثر إثارة منذ شهور، إذ عاد من تأخر (0-2) ليهزم فالنسيا (3-2) في “واندا متروبوليتانو” في المرحلة الـ22 قبل التوقف لمدة أسبوعين بسبب النافذة الدولية.
وقال سيميوني بعد الفوز إنه يحتاج إلى “تفريد” اللاعبين الذين هندسوا العودة، ويبقى أن نرى كيف سيظهر المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز من الآن فصاعدا، مع أسئلة مطروحة حيال التضحيات اللازمة لضمان نجاح الدولي الذي يبدو أنه استعاد شهيته التهديفية مع منتخب بلاده بتسجيله هدفين في مباراتين خلال تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.
وبالتأكيد لن يحتاج سواريز إلى دافع إضافي في عودته الثانية إلى “كامب نو”، بعد خيبة الرحيل عن صفوفه قبل موسمين بعد التشكيك بقدراته.
ريال مدريد للتعويض
من جهة أخرى، يمكن لإشبيلية أن يقلص الفارق بينه وبين ريال إلى نقطة في حال فوزه على أوساسونا السبت، قبل أن يلعب الملكي على أرضه أمام غرناطة الأحد.
ويأمل ريال مدريد تعويض خروجه من الكأس بخسارته بهدف قاتل في الدقيقة 89 أمام مجرد برشلونة من لقبه، أتلتيك بيلباو (0-1) في ربع النهائي.
وعبّر الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الميرينجي، عن خيبته بعد الخسارة “الأمر مؤلم لأننا نريد أن نصل إلى نهائي كل مسابقة. بقي اثنان” في إشارة إلى الدوري ومسابقة دوري أبطال أوروبا.
وتابع مدرب الميرينجي: “علمنا أن المباراة ستكون معقدة، خاصة بسبب الغيابات في صفوفنا. لعب أتلتيك بشكل جيد للغاية وسط ضغط كبير كالعادة، خاصة على أرضه”.
وختم أنشيلوتي الذي من الممكن أن يستعيد جهود هداف الفريق والدوري كريم بنزيما (17 هدفا) واستمرار غياب مواطنه فيرلان مندي للإصابة “كافحنا لإخراج الكرة بشكل صحيح. سيطرنا بشكل أفضل في نهاية المباراة”.